بمجرد إطلاق الحكم صافرته ليعلن نهاية المباراة بين برشلونة الأسباني وأرسنال الإنجليزي مساء أمس الثلاثاء في إياب دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا ، تحولت مدينة برشلونة إلى أسعد مدينة في العالم.
فقد اندفع مشجعو الفريق الكتالوني في مهرجان من الاحتفالات طوال ليلة أمس بعدما أكدت المباراة أن فريقهم يملك كنزا كرويا اسمه "ميسي".
ذكرت صحيفة "سبورت" الأسبانية الرياضية على موقعها الالكتروني "لا تقل كرة القدم ، بل قل ميسي". وربما يعتبر البعض أن في هذا الوصف بعض المبالغة، ولكن مجريات الأحداث تؤكد أنه من الصعب إيجاد المرادف، أو الصفة التي يستحقها ميسي.
سجل ميسي أربعة أهداف (سوبر هاتريك) في مباراة الأمس ليقود فريقه إلى الفوز 4/1 على ضيفه ارسنال والتأهل للمربع الذهبي في دوري الأبطال بعدما تعادل الفريقان 2/2 ذهابا في لندن.
لايزال ميسي في الثانية والعشرين من عمره ولا يتجاوز طوله 169 سنتيمترا ولكنه أصبح الأبرز والأشهر حاليا في عالم كرة القدم.
سجل اللاعب 39 هدفا لبرشلونة في مختلف البطولات التي خاضها الفريق هذا الموسم، بفارق هدف واحد أكثر من رصيده الموسم الماضي.
وفي الوقت الذي أشارت فيه التوقعات إلى أن الألقاب الستة (رقم قياسي) التي أحرزها اللاعب مع برشلونة عام 2009 كانت كافية لإرضاء طموحة وتهدئة رغباته الجامحة صوب المجد ، قدم ميسي في الشهور القليلة الماضية عروضا براقة، سواء في الدوري الأسباني أو دوري أبطال أوروبا ولكنه ما زال طامحا إلى تقديم المزيد.
عادل ميسي بأهدافه الأربعة أمس الرقم القياسي لأكبر عدد من الأهداف يحرزها أي لاعب في دوري أبطال أوروبا على مدار مسيرته مع فريق برشلونة وهو الرقم المسجل باسم البرازيلي ريفالدو،25 هدفا.
وما زالت الفرصة سانحة بقوة أمام ميسي لتسجيل المزيد وتحطيم العديد من الأرقام القياسية مع برشلونة.
سجل ميسي أهداف الأمس "على كل الألوان" ، من اليمين ومن اليسار ومن أعلى حارس مرمى أرسنال ومن بين قدميه.
ينفرد ميسي حاليا بعشق جماهير برشلونة التي انبهرت في الماضي بنجوم آخرين مثل الاسطورتين الهولندي يوهان كرويف والأرجنتيني دييجو مارادونا.
خرج ميسي من أرض الملعب ممسكا بكرة المباراة كجائزة له بعدما حقق ما لم يحققه أي لاعب في برشلونة منذ إقامة دوري أبطال أوروبا بمسماها الحالي بداية من 1992 .
والأكثر من ذلك أن ميسي أصبح أول لاعب في تاريخ البطولة يسجل أربعة أهداف (سوبر هاتريك) في مباراة واحدة بالأدوار الفاصلة.
لم يجد المدرب الفرنسي، آرسين فينجر المدير الفني لأرسنال، ما يصف به ميسي وما قدمه من أداء في المباراة سوى أن يقول "إنه أداء مثل البلاي ستيشن" مشيرا إلى أنه لا يعرف "كم من اللاعبين في العالم ؟" يمكنهم تسجيل هدف مثل الهدف الرابع لميسي.
ومع إصابة واين روني، مهاجم مانشستر يونايتد ، أصبح ميسي هو الهداف الأبرز في البطولات الأوروبية في الفترة الحالية.
صار ميسي المرشح الأقوى للفوز بجائزة "الحذاء الذهبي" التي تمنح سنويا لأفضل هداف في مختلف البطولات المحلية والأوروبية على مدار الموسم.
ولا يفتقد ميسي إلى الدافع الذي يحفزه على تسجيل المزيد من الأهداف لأنه سيقود فريقه في مواجهة منافسه العنيد ريال مدريد السبت المقبل في مباراة القمة (الكلاسيكو) على صدارة الدوري الأسباني، كما سيقود الفريق الكتالوني بعد أسبوعين في المواجهة الصعبة مع انتر ميلان الإيطالي في ذهاب الدور قبل النهائي لدوري الأبطال.
والأكثر من ذلك أن دوافع ميسي لا تقتصر على التحديات الكبيرة وإنما يتولد لديه دافع التألق أيضا من التحديات الصغيرة أمام الفرق متوسطة، أو ضعيفة المستوى في الدوري الأسباني.
سجل ميسي الموسم الحالي 26 هدفا لبرشلونة في الدوري الأسباني وثمانية أهداف في دوري الأبطال وهدفا في كأس ملك أسبانيا وهدفين في كأس السوبر الأسباني، ومثلهما في كأس العالم للأندية.
ولكن اللاعب لايزال بحاجة إلى لقب وحيد يجعل منه أسطورة جديدة ، وهو لقب كأس العالم، حيث يقود اللاعب منتخب الأرجنتين في كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا خلال الفترة من 11 حزيران/يونيو إلى 11 تموز/يوليو المقبلين قبل أن يحصل على قسط من الراحة استعدادا للموسم الجديد.